ظهر مصطلح الحرب على الإرهاب بعد الأحداث التي جرت في أمريكا يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001، وفي حقيقة الأمر فإن المسألة برمتها هي حرب مكشوفة على الإسلام والمسلمين ممتدة منذ الصراع بين الدولة الإسلامية والإمبراطورية البيزنطية ومرورا بالحروب الصليبية التي امتدت طيلة قرنين من الزمان ثم الصراع بين دول أوروبا الغربية والإمبراطورية العثمانية القوية وما تخلل ذلك وأعقبه من سقوط معظم الدول العربية والإسلامية في قبضة الدول الغربية في فترة الاستعمار، ثم قيام الدول الغربية بزرع إسرائيل ذلك الكيان المسخ في قلب الوطن العربي وقيام العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي يسيطر عليها اليهود بتبني سياسة منحازة إلى أقصى الحدود لدولة اليهود معادية للعرب والمسلمين.
في الحرب على الإسلام الحقيقي وليس الصوري، أو ما يعرف بالحرب على الإرهاب، استخدمت الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية قواتها الجبارة لضرب معارضيهم من المسلمين في الكثير من الدول الإسلامية ولكن جهودهم العسكرية الكبيرة وما صاحب ذلك من إنفاق هائل لتغطية النفقات العسكرية الباهظة والخسائر الفادحة في الأرواح لم ينتج عنها ما كانوا يأملون من نتائج، اذ تكسرت على صخور المقاومة الباسلة للمجاهدين الذين يدافعون عن أوطانهم ضد الغزاة المعتدين، وهاهي بوادر فشل ذريع تلوح في الأفق القريب خاصة في أفغانستان مقبرة الغزاة.
لقد صاحب حرب الغرب على الإسلام فيما يسمى بالحرب على الإرهاب، حرب لا تقل ضراوة ولا خبثا عن اعتداءاتهم العسكرية، إنها حرب معنوية فكرية استهدفت لب الإسلام وتعاليمه تمثلت في الضغط على الحكومات الإسلامية وبالذات الحكومات العربية المستضعفة وأمرتها بتغيير المناهج وكذلك قاموا بالتدخل السافر في الحريات الشخصية للمسلمين المقيمين في أوروبا ومعظمهم من مواطني تلك الدول الغربية، تلك الحريات التي يقدسها الغرب، فحاربوا النقاب وغيره ووجدوا من علماء السلطة في بعض الدول الإسلامية من يدبّج لهم الفتاوى، وسوف يأتي الدور على الحجاب، ثم هاهم في سويسرا يجرون استفتاء حظروا بموجبه إقامة المآذن، ومع ذلك فان مجموعة ممن يسمونهم بالدعاة، دعاة آخر زمن، يهرولون ويتسابقون للمشاركة في مؤتمرات ما يسمى بحوار الأديان والتي هي في حقيقة الأمر محاولات فاشلة لتمييع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ولكن هيهات!!
أمـا عـلـى الصعيد الثقافي والإعلامي فجهودهم حثيثة ولكن بإذن الله سيكون مصيرها الفشل الذريع، فهم لا يتركون فتوى شاذة أو رأيا غريبا مخالفا لجمهور علماء الأمة إلا وسلطوا عليه الأضواء وأبرزوه في مواقعهم الاخبارية كما هو الحال في موقع الـ BBC باللغة العربية، فهذا الموقع الذي يدس سمه بخبث عجيب تحت عناوين مثل «شارك برأيك» أو «نقطة حوار» أو «استفتاء» يتناول في تلك المشاركات أموراً تشكك بالإسلام ولكنه لا يتناول كل ما فيه تعرض لسادتهم اليهود، وكذا الحال في موقع الـ CNN باللغة العربية في زاويته «ما رأيك؟»، هذا خلاف ما يقومون به وبكل وقاحة من السماح بالتطاول على رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلـم بحـجـة حـرية الرأي بينما لا يسمح على الإطلاق بالحديث عن الهولوكوست المزعومة.
لقد أمر المدعي العام الهولندي الرابطة العربية الأوروبية بإزالة رسوم عن المحرقة من على موقعها الإلكتروني بحجة أنها تسيء لليهود، ولكن المدعي العام الهولندي عندما قام الصليبي الخبيث النائب في البرلمان الهولندي غيرت فيلدرز بإعادة نشر الصور المسيئة لسيد الخلق نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم قال «لا شيء في ذلك فالرسوم تخص النبي محمداً ولا تقول أي شيء عن المسلمين كمجموعة».
فيا أيها الحقدة الخبثاء أي شيء أعظم عندنا من الإساءة إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
أما آخر ما تفتقت عنه أذهانهم الخبيثة من مشاريع لضرب الإسلام ودعاته فهو تحريض حكومات الدول الإسلامية وخاصة الدول العربية على الدعاة من مواطنيها مستغلين حاجة تلك الدول الماسة إلى المساعدات الاقتصادية مثل تحريضهم الأخير الحكومة اليمنية على تسليم الداعية فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وكأن حكومة اليمن المثقلة بالمشاكل الأمنية الكبيرة من تنظيم القاعدة وتمرد الحوثيين والمشاكل الانفصالية في الجنوب تنقصها المشاكل